ذكريات وأسئلة :
باسمه تعالى
ذكريات وأسئلة :
أذكر أن أحد كبار المراجع في قم المقدسة ولقلة ما كان يصله من أموال شرعية ولإلتزامه كما غيره من المراجع العظام في إعانة طلاّب الحوزات الدينية على أمور معيشتهم كان يُعطي كل طالبٍ ورقة عليها ثلاثون ختماً فيستبدل الطالب كل ختم برغيف خبز من أفران تعاقد معها المرجع .
وأذكر أنه كانت تصدر في سبعينيات القرن الماضي في بيروت مجلة إسلامية لأحد أفاضل الصحافيين من الطائفة السُنية الكريمة . وقرأتُ في أحد أعدادها مناشدته لأغنياء الخليج مد يد العون لعلماء الطائفة ولو بتأمين مبلغ مئة ليرة لبنانية لكلٍ منهم تعينه على شظف العيش .
وأذكر أن أحد كبار علماء الشيعة اللبنانيين قال مرة في مجلسه أنه كان يأكل في حوزة النجف الأشرف كسرات الخبز اليابس وصبر وتابع دراسته حتى صار ممن يُشار إليه ويُفخر به .
وأذكر أني قرأت منذ سنوات قليلة شكراً من إحدى هيئات الطائفة السُنية الكريمة لأحد كبار أغنياء الطائفة لأنه تبرّع بتأمين ضمان صحي لعلمائها .
وأذكر أني قرأت الكثير من كتب التاريخ وفقه وسيرة أئمة الطائفتين ووصلت إلى حقيقة لا تُعجب الشاذّين من الفريقين وهي :
أن أئمة السُنّة لم يكونوا أئمة تكفير ولم يكن فكرهم فكر تكفير رغم خلافاتهم الفقهية فيما بينهم أو مع غيرهم .
وأن أئمة الشيعة لم يكونوا لعّانين ولا كان فكرهم فكر لعن وشتم رغم مظلوميتهم وخلافهم مع فهم وفقه غيرهم .
ولوشئتُ لأتيتُ بعشرات الأدلة على ما أقول ، لكن لها أوانها .
وبدلاً أسأل وأتمنى من أحدهم الإجابة :
= من أين أتى ذاك .. الذي كان يقف طويلاً حتى يحين دوره لأخذ ورقة الأختام لثلاثين رغيفاً في الشهر.. بملايين من الدولارات ليُنشيء قناة فضائية في لندن فيشتم ويلعن ويُكّفر رموز أهل السُنة على مدار الليل والنهار ؟.
= من أين أتى ذاك .. الذي كان يحتاج مئة لبنانية في الشهر لستر حاجته .. بملايين الدولارات ليُنشيء أيضاً في لندن قناة فضائية لتكفير الشيعة ليلاً نهاراً وسب رموزهم ؟ .
=== ولماذا لندن ؟؟؟
من يُحب معرفة الجواب ما عليه إلا قراءة بعض التاريخ الحديث ليرى :
- بريطانيا وفكر فرّق تسد .
- بريطانيا وكيف أنشأت المذاهب والفرق بشعارات إسلامية وخٍرق بيضاء أو ملونة على الرؤوس .
- بريطانيا وفرقة القاديانية والبهائية وغيرها .
- بريطانيا وكيف أخذت من عرب العثمانيين ما أخذت وسلبت من شريف مكة الحجاز والشام والعراق
وملًكت الوهابية جزيرة العرب واليهود ثالث الحرمين وفلسطينها .
وتبقى أسئلة أيضاً تحتاج أجوبة :
العربسات قمر عربي مُلكه وإدارته للمملكة السعودية .
النايلسات قمر عربي مُلكه وإدارته لمصر العربية .
فلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا :
لا تُقفل الدولتان هذه القنوات القذرة وتمنعها من مداراتها ؟
ولماذا يسكت من يُسمون أنفسهم علماء من الطرفين على هذه القاذورات ؟
هل لمجرد أن من يُسوّد شاشاتها يضع على رأسه خِرقة تدّعي التشيع أو التسنن ؟
وأيضاً لماذا يسكت سياسيوا الطرفين ؟ أفيها مصالح لهم أم أشياء أخرى ؟ .
والباقي ، أقصد من يُسمون الناس :
أما شبعت الأرض من دمائكم بعد ؟
أما تعبتم من ركل أرجل الفجرة وأهل النفاق لكم ولعبها بكم ؟
لكني بعد تعب وجدت الجواب أو بعضه في كلام أمير المؤمنين عليه السلام :
( كما تكونوا يُولّى عليكم ).
ومن أراد أن يحكم أو يُحاكِم فلينظر أولاً إلى المرآة قبل أن ينظر في وجوه الآخرين . ( والعاقبة للمتقين ).