إلى إخواني السُنَة والشيعة ... .
باسمه تعالى إلى إخواني السُنَة والشيعة ... . دون مقدمات وبكل إحترام هل يمكن التوفيق بين أتباع المذهبين ؟ نعم : 1_ لأن ما يجمع بين السُنَة والشيعة أكبر مما يفرقهم . فهم مسلمون إختلفوا في أمور وإتفقوا في كثير وإن أقاموا الوزن فقط لما إختلفوا فيه فقد خانوا كل ما اتفقوا عليه . 2_ لأن الإسلام يقول أن الناس إثنان (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق( أي أن الآخر مهما كان حجم خلافك معه فهناك دوماً مساحة تجمعكما وهذه المساحة مهما صغرت فإنها تفرض حقوقاً وواجبات. 3_ لأن الله تعالى فرض على أتباع المذهبين وحدة الموقف والإتجاه كل يوم خمس مرات بين يدي الواحد الأحد وباتجاه القبلة الواحدة . ومن لا يعتبر بحكمة أحكام صلاته فبماذا يعتبر ؟. 4_ لأن القرآن لما خاطبهم حرص على إستعمال صيغة الجمع فقال ( يا أيها الذين آمنوا) و ( إن كنتم مؤمنين) فالله سبحانه يريد الكل جمعاً واحداً مع علمه بإختلافهم وتفاوتهم في الفهم و الإلتزام. 5_ لأن الإسلام لم يسلب الأخوّة حتى من بين الذين إقتتلوا فقال (وأصلحوا بين أخويكم(. 6_ لأن الإسلام ضرب مثلاً صارخاً بكيفية التعامل مع أهل الكتاب لمجرد قولهم بالإيمان بالله الواحد وإعتبر ذلك مدخلاً كافياً لمحاورتهم فقال ( تعالوا إلى كلمة سواء…) وفرض الجدال بالحسنى معهم. 7_ لأن النبي(ص) رغم علمه بكثير من المنافقين في المدينة فإنه لم يطردهم من حاضرة الأسلام بل عاملهم بظاهر إدعائهم فلم يبطل معاملاتهم و لا زواجاتهم . 8_ لأن من عجائب لطائف الإسلام أن جعل لمن يدّعي الإسلام حقاً على المسلمين بأن يصدقوه ولم يُجز لأحد تكفيره. ----------------------------- آلية و أساليب التوفيق ؟... : 1_ بالعودة إلى القرآن لأن فيه كل ما يجمع ولا يفرق. 2_إستنهاض الحالة الوسطى عند المذهبين لأن الأمة التي ليس فيها حالة وسطى هي أمة خاسرة و سيرها إلى هلاك. وفي آية (وإن طائفتان..) خير مثال لأن الخطاب الإلهي فيها ( فأصلحوا) كان للحالة الوسطى وليس للمتناحرين. 3_ إحياء ثقافة الوسطية و الأمة الشاهدة لأن التطرف و إنعدام الإستقامة يتنافيان مع الشهادة والعدالة . 4_ إشاعة مفاهيم الرحمة من خلال أن الرسول(ص) هو نبي الرحمة و الذين معه هم (الرحماء بينهم ) ومن لم يكونوا كذلك فليسوا منه . 5_ إشاعة أن الإسلام دين دعوة و حوار وأن ذلك لا يكون إلا بحكمة وموعظة وبالتي هي أحسن. 6_ العودة للتعرف على ثقافة الإسلام و الآخر، والتي من أول إفاداتها الإحترام والإعذار. ---------------------- هل من ضرورة للتوفيق ؟ : نعم: 1_ لأن الأعداء لا يريدون إسلاماً ولا مسلمين و إن استطاعوا أن يأكلوا أحد الإثنين اليوم فسيأكلون الثاني غداً . 2_ لأن وحدة الموقف قوة وعكسه ضعف. 3_ لأن الله أمر بإعداد ما استطعتم. (والتوفيق) مستطاع. والله عز وجل في خطابه بالآية الكريمة : (أفرد العدو، وجمعكم فقال: ( وعدوكم) و لم يقل: وعدو كل منكم ، ولا أعداء كل منكم . 4_ لأن الأعداء يريدون إستثمار تناحر المذهبين فيزيد سيلان دماء المسلين صوناً و خدمة لمن أخرجوا المسلين من ديارهم و قاتلوهم في الدين . ---------------------- تعقيب لا بد منه : إن كل ما ذكرته آنفاً لا يعني إلغاء مذهب لحساب الآخر. وبقاء السني سنياً و الشيعي شيعياً مع جمعهم تحت مظلة أخوة الإسلام لا يغضب الله لكنه يغيظ الكفار . وهذا أيضاً لا يمنع الحوار بين أتباع الطرفين بل يهذبه ويغنيه ويسلكه المسلك الأجدى . دعائي لكل الأخوة بالتوفيق والتسديد . والسلام .