• الموقع : البلاغ : موقع سماحة الشيخ إبراهيم فواز .
        • القسم الرئيسي : الأبحاث والمقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التصنيم وصناعة المستقبل .

التصنيم وصناعة المستقبل

نظرتُ في كتاب الله فقرأتُ
= أنَّ الإنسان خُلِقَ للإبداع في صناعة المستقبل
= وأنَّ رقيَ الإبداع في ركيزتي الفكر والعمل
وقرأتُ لأمير البلاغة : مَن تساوى يوماه فهو مغبون .
=== ونظرتُ في واقعنا فرأيتُ أننا نعيش الإبداع في الإدعاء
وأننا كشعوب نعتمد لبناء حاضرنا ومستقبلنا على تصنيم التاريخ والأشخاص .
=== - إنَ التاريخ سجِلٌ لأحداثٍ سطّرها أفراد وجماعات وكانتْ الغلبةُ فيها للأقوى سلطاناً وقهراً .
إنّ أميَز ما في تاريخنا لو أمعنا النظر هو الإسترزاق والإسترقاق حتى لكثيرٍ مِن حملة العِلم .
كانت الصفحات تُسوَّد تمجيداً بأسماء الحاكمين والغالبين وكان التأريخ لهم حتى لو أنَّ حقاً ظهر أو خيراً صدفَ وعمَّ كان مِن فيض عطاياهم .
إنَّ أمّة تجتر مِن تاريخها لنْ تر إلا مستقبلاً باهتَ الإنعكاس لماضيها .
إنَّ أناساً ميزان الحقِ لديهم مَن ساد وقهر لن يهتدوا إلى عدالةٍ وكرامة .
إنَّ أسوأ الناس كاتبٌ وقاضٍ لأهواء الحاكم .
إنّ الفرق شاسع بينَ أن تتخذ التاريخ عبرة أو تتخذه قدوةً ففي الأولى تتجرَّد لميزان الحق والعدل وفي الثانية تُعمي بصركَ وبصيرتكَ .
إنَّ الأشخاص في تاريخنا قد عملوا أو عمِلَ لهم أو بهم وصاروا إلى حيثُ الحكم لهم أو عليهم ولو كان الفلاح دوماً عند كل مَن مضى لِما عاب القرآنُ على من قالَ : بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا . وأردفَ : أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ.
=== في واقع بلادنا :
صرنا نحتاج إلى البحثِ عن بقايا إنسانية في دفائن كيانات الحكّام والزعماء وجامعي الثروات .
قديماً قِيل حيثما وجّهت نظركَ فثمة ظالم ومظلوم وهذا صحيح في أيّامنا حتى لو كانَ نظركَ إلى المِرآة .
إنّ أرذل جرائمنا كان في تقديم الفكر أضحية قرباناً لأصنام التاريخ والأشخاص .
إنّ مَن لا يستنير بالفكر لن يَعمل ولن يُعمل له .
إنَّ مَن لا يعمل بالحقِ والعدل وللحقِ والعدل فله أن ينعم بذل الإستعباد .
إنّ مَن يرجو الخير مِن أسياد الفساد لا خير فيه .
إنّ خيراً يرقد في كلٍ منكم أيقظوه تعاطفاً وتكاتفاً بينكم يُثمر عيشاً بكرامة .
إنّ الحقَ يريدكم بنياناً مرصوصاً وأسياد الفساد يريدونكم أشتاتاً فانظروا إلى أين تذهبون .
إنّ الله كرَّم فيكم الإنسانية فإجتمعوا بها ولها ولا تتفرقوا بصفحات سوداء كتبتها أحقاد عمياء ما أنزل بها الله مِن سلطان، ولا بأهواء أسيادٍ وزعماء يجتمعون للتجارة بكم ويتنازعون بدمائكم .
=== أرجو الله أنْ أكونَ قد بلغتُ ما قصدتُ وهو الموفقُ والمستعان .
=====
إبراهيم فوّاز

  • المصدر : http://www.el-balagh.net/edara/subject.php?id=189
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19