• الموقع : البلاغ : موقع سماحة الشيخ إبراهيم فواز .
        • القسم الرئيسي : الأبحاث والمقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دينٌ ويسارٌ ويمينٌ ( 2 ) .

دينٌ ويسارٌ ويمينٌ ( 2 )

 كما أشرنا عن إنقسام حمَلة رايات الدينِ إلى فئاتٍ ثلاثة والناس تِبعاً لهم كذلكَ .

= كل فئةٍ كانت تحتاج حتماً إلى مَددٍ مالي لإستمرارها ولتوسعة نِطاق الإستقطاب الشعبي حولها .
= الحاجة للتمويل عمِل الكل على إستحصالِها من خلال بعض الفروض المالية التي يلتزم بها المتدينون .
= كل فئة كانت تعمل على إستجرار التمويل من المؤمنين بدعوى أنّها أبرأ لذمةِ المُكلّف وأرضى لله .
= تزاحم هذه الفئات على ذاتِ المصدرِ أدى إلى تشتت هذا المورد وعدم كفايته لأي منها ومن ناحية ثانية إلى تراجع نسبة الملتزمين بتأديته .
= الفئة الأولى كانت تجد سهولة تعويض المدد وأحياناً بما يفيض من خلال دعم السلطات والدوائر الرسمية وإن كان ذلك يرتبط بمستوى الإرضاء المتبادل بين الطرفين .
= الفئة الثانية وإنْ رأى بعضهم محدودية حاجاتها المادية إلاّ أنّ الإهتمام بإقامة مراكز العِبادة والشعائر الخاصة بها كان يستلزم تدفقاً مستمراً ، لذلك كان التوجه هنا إلى التبرعات الإختيارية وإعتماداً على الخِطاب العاطفي التعبُدي .
= الفئة الثالثة ربما كانت دوماً الأحوج إلى الدعم المالي، وتأمين مصادره كان عِبئاً ثقيلاً لذلكَ دأبت على البحث عن إبتداع أفكارٍ مُنتجَة .
= الفئتان الأولى والثانية كانتا أكثر إستقراراً معنوياً حيثُ شعورهما بأنهما على أبوابِ غاياتهما القصوى .
= الفئة الثالثة لا يخفى أنّها كانت تُعايش القلق حيثُ أنّ هدفها التغيير ومن أهم مقوماته المدد الشعبي والمالي وهنا تتنازعهما مع الفئتين السالفتين . كما أنّ الخِطاب العاطفي لا يكفيها في المقام .
= حال الفئتين الثانية والثالثة في حاجاتهما كان مثار إنتباه جهاتٍ خارجية وجدت في تمويلهما ما يصبُ في مصلحتها.
= التمويل الخارجي للفئة الثانية كان سهل التبرير للعاطي والآخذ .
= تمويل الخارجِ للفئة الثالثة كان يصطدم بحساسية عدم قبولها له مِن مَن لا يتوافق مع مبادئها وأهدافِها .
= كانت الفئة الثالثة تلجأ أحياناً إلى مَن لا يصطدم معها جذرياً للتمويل لكنّ السيرة التاريخية تُفيد أنّها كانت تقع أحياناً في فخِ المُمولِ لتلبية رغباته وشروطه المستجدة .
= مما لا شكَ فيه أنّ لا مُموّل ولا متبرع بلا غاياتٍ تعود إليه بفائدة ما ونجاحه في تحصيل غاياته يخضع لمهارته في خِداع الجذب وذكائه في تأخير طلب وفرض الشروط إلى أبعد زمنٍ حيثُ يكون قد أحكم طوق إحتياج المُتموّلِ له .
= بعض مَن يهمُه إنهاء أو إخضاع الفئة الثالثة كان يعمل على نحوينِ :
- الإمداد لها بأيدٍ خفيّة ووجوهٍ مقنّعة .
- تسهيل وصولها إلى الحكم في بعض الحالات وتحتَ شِعار دعوهم فليحكموا ...
ويأتي بعون الله البيان في ذلكَ .
= وحسبي الله ربي وهو الكافي .
=====       
إبراهيم فوّاز

  • المصدر : http://www.el-balagh.net/edara/subject.php?id=173
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28