• الموقع : البلاغ : موقع سماحة الشيخ إبراهيم فواز .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : أسئلة عقائدية .
                    • الموضوع : أين الله تعالى؟ .

أين الله تعالى؟

أين الله تعالى؟
بسم الله الرحمن الرحيم

أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير.
صدق الله العلي العظيم

هل هذه الآية الكريمة هدفها الإشارة إلى أن الله تعالى في السماء؟ يعني إذا سألنا أين الله فالجواب يكون الله في السماء !! وهل يمكن أن نسأل بأين؟

من جهة أخرى قرأت الرواية التالية:
صحيح مسلم (537) عن معاوية بن حكم السلمي رضي الله عنه قال:
كانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها ، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك عليّ، قلت يا رسول الله : أفلا تعقلها ؟ قال: أتني بها فأتيته بها ، فقال لها : أين الله ، قالت في السماء ، قال :ومن أنا، قالت :أنت رسول الله، قال : إعتقها فإنها مؤمنة فشهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان لأنها قالت الله في السماء!!

والسؤال : هل هذه الرواية صحيحة؟ وإذا كانت صحيحة هل الإيمان بمجرد أن قالت الله في السماء وليس عندما شهدت أن محمداً صلى الله عليه وآله رسول الله ؟
وهل بكلتا الحالتين ينعقد الإيمان أم الإسلام ؟


الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم

وفقكم المولى لما يحب ويرضى...

المعلوم أن الإنسان بطبعه ينظر دوماً إلى الأعلى والأعلى قد يكون مكانياً وقد يكون رتبياً لذا (فالسماء) هو إسم مشتق من السمو أي العلو فالإنسان العارف ضمناً بضعفه ومحدوديته يهاب من كل علو بينما هو في الوقت عينه أكثر إطمئناناً من شعوره بالإستقرار على الأرض بل ظنه أنه أعلى منها أي أقدر.
ونحن في الحديث عن الله عزوجل ذاتاً وصفاتاً لا نتجاوز القرآن الكريم في مجمل آياته التي تتحدث عن ذلك والتي يكمل بعضها بعضاً وإن كان بالإمكان إختصار الجواب في الصفات بقوله تعالى: ( ليس كمثله شيء) وكما نعلم فكل الأشياء يحدها الزمان والمكان والأحجام وما شابه...
وعليه فالآية لا تشير إلى مكانٍ لله عز وجل فهو خالق المكان والزمان ولولاه لا مكان ولا زمان.
وقد نقل عن الإمام الرضا(ع) في حديثه عن الله عز وجل: هو أين الأين كان ولا أين، وهو كيف الكيف كان ولا كيف.
ولأمير المؤمنين(ع) كلام كثير عظيم في المقام .
ولا تنسى قول الله عز وجل: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله و هو الحكيم العليم )
وقوله: ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله)
وقوله تعالى: ( إن إلهكم لواحد رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق)
أما عن مروية مسلم فالحكم بصحة أي نصٍ منسوب للرسول(ص) لا سيما في أمور العقائد إنما يكون بعرضه على كتاب الله عز وجل.
أما عن السؤال هل ينعقد الإسلام أو الإيمان بشهادة التوحيد وحدها أم بالشهادتين معاً.
فالذي نحن عليه من إعتقاد أن إنكار الشهادة للرسول(ص) مُخرج للإنسان من الإسلام وإعلان الشهادتين يؤدي إلى الحكم بإسلام الشخص ويقال أنه مؤمن بالمعنى العام أي مؤمن بالإسلام أما الإيمان بالمعنى الخاص أي الإيمان بالمذهب فلا يتحقق إلا بالإعتقاد بالولاية.
والسلام.


  • المصدر : http://www.el-balagh.net/edara/subject.php?id=107
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 02 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28